ظهر برشلونة بشكل مقلق للغاية لعشاقه، وخلع عنه رداء بطل الليجا، وساحر الكرة، ليتحول إلى فريق يضم أشباه نجوم، وهو يواجه فريق ليجانيس، المهدد بالهبوط من الليجا.
تشجيع جماهير الكامب نو، وتحفيزهم للفريق قبل المباراة، لم يساهم في تغيير الواقع المحزن لفريق لا يزال ينافس على 3 بطولات نظريا، لكنه عمليا، غاب عن مستواه، وبات فريق أقل من العادي، والكل قادر على إيذائه وإيلامه.
نعم فاز برشلونة على ليجانيس المهدد بالهبوط، لكنه فوز شاحب، حسمه بركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة، وكأن نجمه ليونيل ميسي يعزف منفردا في ليلة كئيبة على جمهور بطل الليجا المريض.
ليجانيس قدم أجمل مبارياته، واستحق الخروج بنقطة على الأقل، ولم ترهبه جماهير الكامب نو، ولا مواجهة حامل لقب الليجا، وكاد أن ينهي منافسة برشلونة مبكرا، لولا الحسنة الوحيدة لنيمار، الذي بالغ في السقوط وأقنع الحكم بركلة الجزاء التي جلبت الفوز الشاق.
تغييرات لا تتوقف
ما زال لويس إنريكي يمارس هوايته التي أتعبت لاعبي وجماهير برشلونة، بتواصل تغيير تشكيلة الفريق في كل مباراة، وهو الأمر الذي لم يحقق هدف التدوير بإراحة بعض العناصر الأساسية، ولا جلب النتائج الجيدة.
في مباراة الليلة، دفع إنريكي بالظهير الأيسر لوكاس ديني ومعه جيرمي ماثيو، وكلاهما يعانيان من مشكلة البطء في التحرك، وضعف التغطية في الموقف الدفاعي واحد مقابل واحد.
ومثل اللاعبان زيادة في معاناة الخط الدفاعي بوجود أومتيتي الذي يعاني أيضا من البطء وضعف التغطية، إلى جانب سيرجيو روبيرتو، اللاعب المسكين الذي يلعب في غير مكانه، وبات ثغرة مزمنة في جانب برشلونة الأيمن.
تألق الحارس الألماني تير شتيجن، ساهم في إنقاذ برشلونة من أكثر من هدف محقق، لكن التساؤل الدائم: هل يراهن إنريكي دائما على تألق شتيجن؟ وهل يكفي تألق الحارس في إبعاد شبح الأهداف في ظل وهن الخط الدفاعي؟ طبعا السؤال كانت إجابته سريعة بتلقي مرمى الحارس الألماني هدف التعادل من ليجانيس، وقبله كان يتحمل مسؤولية هدفين على الأقل من رباعية باريس سان جيرمان.
معضلة غريبة على البارسا
امتاز برشلونة دائما بقوة خط الوسط، الذي يمثل السحر الحقيقي للفريق الكتالوني، والقادر على تغطية سلبيات الخط الدفاعي مهما كانت جسيمة، وخط الوسط هو الرئة التي تنفس منها برشلونة نسيم البطولات الكبيرة، لكن في الفترة الحالية، بات هذا الخط واهنا للغاية، فأندريه جوميز لا يزال يعاني من عدم قدرته على استيعاب طريقة برشلونة، وبطئه بات مقتل الوسط وتراجع القدرة على صناعة الألعاب، يضاف إلى ذلك عدم التراجع للتغطية الدفاعية بالشكل المثالي.
الجميع يتساءل عن وجود جوميز الدائم في تشكيلة برشلونة رغم كل الانتقادات، والبعض يربط بينه وبين محاولة برشلونة تسويقه لبيعه بمبلغ يعيد الملايين الثلاثين لخزينة البارسا، ولو على حساب نتائج الفريق وسمعته.
بجانب جوميز، هناك راكيتيتش الذي كان بداية الموسم من عناصر القوة البرشلونية، لكن كثرة تجاهل انريكي له، وشائعات الرغبة في التخلص منه مع نهاية الموسم، جعلت اللاعب يتأثر نفسيا، ويظهر كالشبح في المباريات التي يدخل فيها بديلا، واللاعب على ثقة تماما بأن أنريكي لا يلجأ له إلا في الحالات الضرورية.
أيد مكتوفة
بقي انريكي مكتوف الأيدي طيلة مباراة ليجانيس، وانتظر حتى الدقيقة 80 لإجراء أول تغييراته، وحتى هذه التغييرات لم تكن حاسمة، فدخل البا مكان لوكاس، وانييستا مكان جوميز، ودينيس سواريز مكان الكانتارا، وكان عليه إجراء تغيير واحد منها على الأقل بداية الشوط الثاني ليبث الروح في خط الوسط.
ميسي اليائس
وضع ليونيل ميسي كل خبرته في تنفيذ ركلة الجزاء التي جاءت في الدقيقة الأخيرة، ونجح في تسجيل الهدف الثاني له في المباراة والـ 19 له في الليجا الذي صعد به لقمة الهدافين، لكن كل ذلك لم يجعله يحتفل بالهدف، الذي جاء في ظروف فنية بائسة لفريقه.
المهمة المستحيلة
قد نجد العذر لإنريكي في أداء برشلونة الواهن الليلة أمام فريق يعتبر متواضعا في الليجا، مع كثرة الغيابات التي مثلها حرمان بوسكيتس، وإنذار بيكيه الرابع، وإصابة توران وفيدال، لكن معظمهم سبق ولعبوا معا، ولم يتغير الحال كثيرا، ومباراة باريس سان جيرمان خير دليل، وحتى لو كانوا في قمة لياقتهم، وشاركوا الليلة، لكانت الأمور بذات السوء، في ظل الحالة النفسية المتراجعة للفريق، والإدارة الفنية المتراخية لإنريكي.
ومهما كانت تألق ثلاثي الأم إس إن، فإنه لن يعني بالضرورة تسجيل الأهداف، وإذا تمكن هذا الثلاثي من التسجيل في المباراة المرتقبة مع باريس سان جيرمان، فالحالة الدفاعية الكارثية، وكثرة تغيير التشكيلات التي هزت استقرار الفريق، سيجعل المرمى معرض لنيران القصف الباريسية، وكما هو معلوم، فإن هدف واحد فقط للفريق الباريسي يعني انتهاء المهمة في دوري الأبطال، وقد ينسحب على ذلك ما تبقى من مباريات الموسم في خسارة سباق الحفاظ على لقب الليجا، بل وخسارة الوصافة التي تعد أقصى ما يمكن للبارسا الحصول عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق